الاثنين، 21 يناير 2013

رقــصــة الــوداع .. !!



كانت صدفة اللقاء بعد انقطاع دام عدة أشهر
لمحته من بعيد يقف مع بعض الأصدقاء ،، أما هي فكانت منهمكه في الحديث مع صديقتها الحميمه
ومن حين لأخر تختلس بعض النظرات .. وهو يسرق البعض الأخر
فكم كانت مشتاقه لرؤيته كي يطمئن قلبها الصغير
عندما التقت عينهما من بعيد نسيت كل العناء الذي كابدته في غيابه  وزاد حنينها له
انتظرت حتي يأتي ويهم بالسؤال عنها ولكن طال الانتظار
وهي هائمه في خيالها .. تتصور حديثهما بعد طول غياب
حتي أيقظها صوت صديقتها  فزعه وهي تشير الي شئ ما وتحثها علي النظر له
فأصابتها الدهشة من هيئتها ووجهها الشاحب فنظرت الام تشير 
حينها توقف الزمن ... لم تدر كم مر عليها من الوقت وهي في تلك الحالة
صــامـتــة .. شــــارده .. بـاهـــتـــه .. بـــارده
كـ جسد فارقته الروح في لحظة .. وتوقف نبض قلبه .. انقطعت أنفاسه .. وغادر الحياة بلا رجعة
اخر ما كانت تتوقعه بعد أن قضت سنوات في حبه .. علي أمل أن تزف اليه يوما ما في زي عرسها الملائكي
دبلة في اليد اليمني كانت كفيله بهدم كل هذة الأحلام رأسا علي عقب !!
انتزعتها صديقتها من ذهولها  و أجبرتها علي الرحيل
فعادت الي غرفتها المظلمه وجلست في هدوء ..
لم تبك .. فقد كان صراخ قلبها يعبر عن حالها .. يدمع له كل أعضاء جسدها الذي أنهكه الفراق !!
مضت ساعات ولم تحرك ساكنا .. فهي لم تستوعب بعد ما لاقته اليوم
تشعر وكأنه كابوس هاجم أحلامها وستفيق منه حتما
ساعات تلو الأخري .. أيام تمر ببطئ .. أسابيع و لازال حالها لا يرثي له
في عزلة عن العالم  .. تائهه في عالمها الحاوي لذكرياتها
شعور بالخوف يعتريها كلما حاولت ادراك الواقع 
ولكن لا جدوي من الهروب !!
بدأت تدريجيا العودة الي روتين الحياة ،، الاشتباك مع الواقع ،، والاختلاط بباقي البشر
ارتدت أقنعتها .. شيدت جدران حصنها المنيع
الذي يجعلها دائما في أعين الأخرين ( فتاة أقوي من أن تكسرها مشاعر الحب )
ولم تلبس أن تكمل بنايتها حتي سقطت كل الأحجار فوق رأسها وظلت وحيدة تحت الأنقاض في ظلام دامس
التقيا مجددا !! ولكن في هذا اللقاء كان عليها البدء بالحديث  
 تتحدي قلبها كي تثبت لذاتها أنه مجرد ذكري عابره ستمر عليها مرور الكرام
وهي علي ثقة أنها سـ تنساه وتقتل ذكراه .. وتكمل طريقها في الحياة
لم تكن تعلم أن فعلتها تلك ستودي بها الي الهاوية  لتعود الي عذابها الذي لم ينته بعد
حاولت أن تتأقلم علي رؤيته وحديثه الذي يثير في نفسها الحنين الي ما مضي
وفي كل مرة كانت تكسر حاجز بقلبها كي تتقبل وضعهما الحالي كـ ( أصدقاء )
كادت أن تنجح لولا مشيئه القدر الذي حكم عليها بالموت قبل أن تتذوق طعم الحياة
ففي ليلة  قاتمه تلقت دعوة مرسلة اليها من حبها الملحمي يدعوها لحضور حفل زفافه !!
ليلة .. مرت كأعوام بارده لم تشرق بها شمس
ليلة .. توقف فيها الزمان فأصبحت دهر من الآلام
ليلة .. قتلت فيها كل الأحلام المعلقة علي أمل العودة من جديد
ليلة .. انفطر بها القلب وعلا الصراخ والنحيب
ليلة .. بكاء علي حبيب رحل ولن يعود
10 أيام تفصلها عن الزفاف
أصرت علي الذهاب للحفل رغم معارضة الكثير ممن يكترثون لأمرها
كانت تحاول استعادة كرامتها المهدره في عشقه الذي أصبح ممنوع منذ أن تلقت الدعوة
وجاء اليوم الموعود !!! وهي علي أتم استعداد
ولكن هدوئها أثار ريبه من حولها
ارتدت أجمل فستاينها .. تحلت بكامل زينتها .. وضعت العطر الذي طالما تعود علي رائحته وهو معها
كانت سندريلا تلك الليلة  التي ترقص مع أميرها رقصة الوداع علي أوتار القلب الممزقه
هنئت العروس واكتفت بأن تنظر في عينيه نظرة محمله بكلمات لن يفهمها غيره
جلست علي أحد المقاعد بالجوار وهي تتبابع أخر لحظات في قصتها التي كتبت لها النهاية رغما عنها
وقبل أن تغادر ألقت نظرة أخيرة عليه وهو ممسكا بيد عروسه
نظرة طويله  .. قتلت كل ما بداخلها من مشاعر 
غادرت لتكمل حياتها في ردائها الأسود بكـاءا علي حبيب دفنته بقلبها الممزق أشلاء ولم تداويه الأيام !!


 

هناك 4 تعليقات:

  1. :( ..
    عجز لساني عن التعبير بما شعرت به بعد قراءة تلكـ الكلمات ...
    لهذا اخاف ان يتعلق قلبي يوما برجل ..
    لان تعلق الانثى اكبر بكثير مما يتوقعه اي رجل !!
    هنيئا لكـ حياتكـ فقد كسبتي قلبكـ وان كان مجروحا وكرامتكـ وايضا عقلكـ مازال يدوي في كل حدث لاثبات وجودهـ بقوة ..
    هو خسر الكثير .. خسركـ .. خسر الحب الملحمي الذي كان كفيلا بان يبقى هنيئا بقايا عمرهـ ..

    ردحذف
  2. تسلمي يا حبيبتي ربنا يخليكي <3
    هي الحياة كده مكسب وخسارة
    بس أهم حاجه اننا مانستسلمش من أول جوله

    ردحذف
  3. جميلة جدا يا آيه
    أما رقصة الوداع مش مهم إنها وجعتها .. المهم إنها عدت وخلصت

    حاولي تخرجي من القالب الكئيب قبل ما يحبسك زي ناس
    عبري عن زواياكي الآخرى !

    ردحذف
  4. شكرا يا أماني .. ربنا يخليكي :)
    بس أحيانا الوجع بيكون أكبر من انه يتنسي والكتابه بتكون وسيلة تخرج المشاعر ع ورقة
    الطابع الحزين بقي سمة لحاجات كتير ف حياتنا
    سواء قصص عشناها او عاصرناها
    بس ان شاء الله هحاول أغير شوية وأكتب من زاوية تاني
    واتمني انها تكون بنفس التأثير سواء عند اللي بيقرأ المدونة أو عليا أنا شخصيا

    ردحذف