الخميس، 13 ديسمبر 2012

اكــلـيـل زفــاف ...



كانت كلما ضاق صدرها بكثرة ما تحمله من هموم .. تنفصل جزئيا عن العالم المحيط بها
فيكون الجسد حاضرا ،، أما الروح فتحلق في مكان بعيد لا يسكنه سواها ..
تحاول استعادة نفسها من جديد وتترك كل عقبة خلفها بعد أن تسويها بالأرض حتي لا تعوقها مرة أخري
وهي دائما علي يقين بأن القدر سيفاجئها حتما في يوما ما بأكثر مما تمنت
كانت في انتظار اللحظة التي سيكلل فيها كل عنائها وصبرها علي تلك الأيام القاسية ولكنها لم تأت بعد !!

هو رجل أفنت العمر في البحث عنه .. وفقدت الكثير من أجل لقائه
دوما تترقب لحظة وصوله الي ساحة قلبها المهجورة ليعيدها تدريجيا الي الحياة
مجرد صورة في خيالها !!
لكنها تؤمن بوجوده وأنها ستلتقيه يوما ما وتنعم معه بالحب الذي تهواه ..
توقف قطار حياتها عند محطة لا تريد مغادرتها بدونه ولكن وقت الرحيل قد حان
فهل ستظل وتترك الرحله  ؟؟ أم ستغادر الي محطات أخري علها تجد من يعوضها فقدانه ؟!
تشبه كثيرا من الفتيات في مثل هذا العمر
 تحلم بفارسها .. كيف ستكون صدفة اللقاء ..ترسم ملامح ليلة زفافها  الي الأمير الذي طال انتظارها له ليرافقها فيما تبقي من رحلتها ويقتسما كل شئ سويا
 يستوقفها فستاين الزفاف المعروضه في الفاترينه  ..  تستغرق وقت طويل في النظر لهم
فتبتسم وتستعيد الأمل من جديد وتصر علي استكمال رحلة البحث عن نصفها الأخر الذي لن ترضي ببديل له
ذات مساء وهي تتجول بحثا عنه استوقفها فستان عرس لم تر مثله من قبل
كان يشبهها في روعته وبساطته فوجدت نفسها تلقائيا تقتحم المكان وتسأل عن غنيمتها ثم تبتاعه وترحل ..
لا تعرف الي أين وجهتها أو ماذا ستفعل به ؟!
هي فقط كانت تشعر بارتياح لا مثيل له
أكملت مسيرها حتي مقعد يطل علي النيل
جلست .. أخذت تفكر في كل الأشياء المجنونه التي ارتكبتها  هذة الليله
ارتسم علي وجهها ابتسامه بائسه وكاد أن يتملكها اليأس
فاذا بيد تربت علي كتفها .. رفعت رأسها واستدرات وهمت ببدء الحديث
لم تكد تفعل حتي اتسعت حدقتها وتوقفت الكلمات في حلقها وانهمرت دموعها سيولا تغرق وجهها
فقد كان هو .. نعم هو كما تراه كل ليلة في حلمها بكل تفاصيله ماثل أمامها
في يده اكليل زفاف يقدمه لها لتصبح مليكته ويصبح ملكها
لم تستطع وصف ما بداخلها فأخيرا تحقق ما كانت تحلم به طوال هذة السنين
بدأت آشعة الشمس تخترق الظلام الدامس لتعلن عن بداية جديدة لنهار مشرق
ومع أول شعاع عادت مجددا الي  واقعها
كانت مازالت علي مقعدها والفستان بجانبها .. نظرت اليه نظرة عميقة أشبه بنظرات الوداع
نهضت من جلستها واستدرات لتلقي عليه نظرة أخيره .. وأكملت الطريق !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق