الأحد، 30 ديسمبر 2012

لـيـلـة بــارده !!


الليلة .. نهاية لعام مضي بما يحمله من ذكريات
غدا .. بداية لأخر مجهول الهوية !!
لذا سأبدأ مراسم الاحتفال خاصتي التي تحمل كثير من ملامح الوداع
الطقوس :
غرفة مظلمة يبدد سوادها ضوء خافت لعدة شموع صغيرة .. فنجان قهوة علي الطاولة .. صوت فيروز بتغريدتها (اديش كان في ناس علي المفرق تنطر ناس وتشتي الدني ، ويحملوا شمسية وانا بايام الصحو ما حدا نطرني )
الأحداث :
فتاة جالسه علي الأرض أمامها صندوق ،، حولها أورق وصور مبعثرة ،، في عينها دموع متحجرة تخشي أن  تذرفها حتي لا تضيع الذكريات في بحر الألم
تقرأ هذة الورقه .. وتنظر لتلك الصورة
وبين كل كلمة ونظرة .. وخزة في قلب دامي
مشتته بين ابتسامة حنين و حزن
تغرق في غيبوبة تذكرها بكل ما مضي ..فتفيقها عبره خائنه تركت عينها لتثقل قلبها كما فعل كثير من المارة في حياتها !!
كل منهم أخذ جزء من ذاكرتها ورحل .. وبقت هي وحيدة تائهه في دائرة الفقدان
ودعت أناس حسبتهم يكترثون بها .. فاستيقظت فزعه علي صرخه فراق
اعـتـادت عـلـي الـرحـيـل .. كـ طـائـر لا يـعـرف لـه وطــن ،، يـبـحـث بـيـن الأشـجــار عـن مـأوي يـحـتـويـه ،، و لـكـن فـ كـل بـيـت اسـتـقـر بـه وجـد غـصـنـا مـكـسـور !!
الليلة ستفرغ ما تحوية جعبتها من (صور .. لحظات .. مشاعر ....)  انتهت بمرور العام
حتي الممزق منها ستجمع رفاته وتضعه جانبا !!
ليلة ستودع فيها جرحا نزف طيلة 4 أعوام ولم يندمل بعد
شائت أم أبت فقد حان الوقت كي تكتب نهاية لبؤرة الوجع
يراها البعض قاسيه لكنها تؤمن بكونها عادله ..
تقتل فيها كل دقة قلب ،، ذكري عابثه ،، صورة راسخه ،، تسببت في ايلامها يوما ما
قررت أن تمووت يوما لتحيا من بعده عمرا ترسم لذاتها أدق تفاصيله
فطالما كانت تحلم بحياة هادئه خاليه من صخب الرحيل
لملمت أوراقها .. وضعتها في الصندوق الممتلئ بالكثير فاختلطت ذكريات اليوم بالأمس 


ارتشفت قهوتها البارده
اقترتب من النافذه الموصده .. همت بفتحها فاذا بالرياح تلطم وجهها
انتفض جسدها كمن دبت في أرضه الحياة بعد أن وافتها المنيه
دقت الساعه وأشارت عقاربها الي الثانيه عشر  معلنه عن بداية جديدة
جلست وعينها معلقه بالسماء وفي قلبها دعاء بأن ينسيها هذا العام ما حل بسابقه
بدأت الشق الثاني من الاحتفال ..
فسيكون عامها هذا حافل بالأحداث التي طال انتظارها
أطلقت لخيالها العنان ..عل هذة المرة تصدق الأحلام .. وتتحول الي واقع ملموس
عاشت الكثير من القصص ولكل منهم  مذاقه الخاص
وضعت سنياريوهات عديدة لحياتها القادمه  لكل منهم اتجاه مختلف كخطوط متوازيه لا يمكن أن تلتقي في نقطة واحدة
صور رسمتها بريشة حلمها ولم تضع اللمسة الاخيرة بعد..

صورة لأم تحتضن طفلتها الصغيره .. تلاعبها برفق وحنان فتملأ ضحكاتها الكون بنغمات ترقص علي أوتار القلب 

صورة  لامرأه خط رأسها الشيب تجلس علي أريكه في مكتب يبدو عليه الترف ... تطالع بعض الاوراق .. يتتابع دوي نجاحاتها .. تجوب العالم لتحقق ذاتها 

صورة لفتاة بائسه لم تبرح مكانها بعد بين صندوق ذكرياتها واوراقاها المحمله بضروب اليأس في انتظار سنه أخري  مليئة  بالاقدار ربما تجد بها سبيل للخروج
فأي الصور ستكتمل  ؟؟
هي لا تعرف بعد  !!!

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

كـش مـلك !!

قد نختلف أو نتفق ..
ولكن الواقع السائد لدي الشعب المصري الآن بكل أطيافه وانتمائاته
واقع ( اختلاف الرأي يفسد للود قضايا ) وليست قضيه واحدة !!

لم تكن بمثابة صاعقه عندما اتسمت جل الحوارات السياسية بالفشل الذريع
سواء كانت بين القادة والساسة أو عامة الشعب
لأنها نتيجه طبيعية لشعب لم يمارس ديقراطيته من قبل .. شعب افتقد ثقافه الحوار لأعوام
وبين يوم وليلة استيقظ علي حرية لم يعهدها 
كالطفل عندما يحبو .. لابد له من سقطات حتي يستطيع الوقوف

ولنا هنا سقطه ( وقفة ) ......
فلم تسفر هذه الحوارات وما أبدته من اختلافات شديدة وتضاربات تصل لحد التخوين تطبيقا لنظرية المؤامرة  عن فشل فقط
بل أدت الي عداءات وأصبح المبدأ المتعارف عليه ( ان لم تكن معي فأنت بالطبع ضدي )
حالة انتشرت كـ وباء في جسد كان موطن لعله منذ قرون
كمن دق ناقوس الخطر فهرول الجميع لينجو كل منهم بنفسه من هاوية الاعتراف والتصديق علي رأي مخالف له
فنراه كعيب التصق به لا يفارقه الا  بعودته الي صوابه ( كما يعتقد )

مبادئ النقاش التي لم نضعها من الأساس صارت خارج نطاق التفكير
الآن قواعد اللعبة انحسرت في كلمة ( كش ملك )
من سيحاصر الأخر بعساكره ويحتفظ  بوزيره وحصانه  حتي النهاية فيقلب المنضدة علي منافسه
ونختم بـ تتر  Game Over
فكل لعبة تكشف عن أخلاق ومعتقدات لاعبيها
اما أن يقبل المحاصر هزيمته ويعترف بها أو يطعن في عقله و أقواله
ثم يتم وضعه في القائمة التي اكتظت بكثير من الخصوم المسماه بـ Black List

ببساطة هذه صورة لما يحدث علي الساحة في مصر . في أول تجربه لممارسة حرية الرأي التي أصبحت نقمة بأفعال وأقوال مستخدميها بعد أن كانت نعمة نتطلع اليها جميعا ..

عقول بالية اهترأت من وضعها علي الرفوف طيلة سنوات ماضيه .. امتزجت بالتراب بقدر كافي لحجب لونها الأصلي ( اذا كان لها لون )
الا من رحم ربي وأنعم عليه بالعقل والخلق سويا ليضرب لنا مثلا علنا نحتذي به

نسأل الله أن نتحلي بروح العقل ،، قلب الخلق ،، دقة البصر ،، سلامة البصيرة
وأن نخرج من هذة المرحله بتصور صحيح عن الديمقراطية


الخميس، 13 ديسمبر 2012

اكــلـيـل زفــاف ...



كانت كلما ضاق صدرها بكثرة ما تحمله من هموم .. تنفصل جزئيا عن العالم المحيط بها
فيكون الجسد حاضرا ،، أما الروح فتحلق في مكان بعيد لا يسكنه سواها ..
تحاول استعادة نفسها من جديد وتترك كل عقبة خلفها بعد أن تسويها بالأرض حتي لا تعوقها مرة أخري
وهي دائما علي يقين بأن القدر سيفاجئها حتما في يوما ما بأكثر مما تمنت
كانت في انتظار اللحظة التي سيكلل فيها كل عنائها وصبرها علي تلك الأيام القاسية ولكنها لم تأت بعد !!

هو رجل أفنت العمر في البحث عنه .. وفقدت الكثير من أجل لقائه
دوما تترقب لحظة وصوله الي ساحة قلبها المهجورة ليعيدها تدريجيا الي الحياة
مجرد صورة في خيالها !!
لكنها تؤمن بوجوده وأنها ستلتقيه يوما ما وتنعم معه بالحب الذي تهواه ..
توقف قطار حياتها عند محطة لا تريد مغادرتها بدونه ولكن وقت الرحيل قد حان
فهل ستظل وتترك الرحله  ؟؟ أم ستغادر الي محطات أخري علها تجد من يعوضها فقدانه ؟!
تشبه كثيرا من الفتيات في مثل هذا العمر
 تحلم بفارسها .. كيف ستكون صدفة اللقاء ..ترسم ملامح ليلة زفافها  الي الأمير الذي طال انتظارها له ليرافقها فيما تبقي من رحلتها ويقتسما كل شئ سويا
 يستوقفها فستاين الزفاف المعروضه في الفاترينه  ..  تستغرق وقت طويل في النظر لهم
فتبتسم وتستعيد الأمل من جديد وتصر علي استكمال رحلة البحث عن نصفها الأخر الذي لن ترضي ببديل له
ذات مساء وهي تتجول بحثا عنه استوقفها فستان عرس لم تر مثله من قبل
كان يشبهها في روعته وبساطته فوجدت نفسها تلقائيا تقتحم المكان وتسأل عن غنيمتها ثم تبتاعه وترحل ..
لا تعرف الي أين وجهتها أو ماذا ستفعل به ؟!
هي فقط كانت تشعر بارتياح لا مثيل له
أكملت مسيرها حتي مقعد يطل علي النيل
جلست .. أخذت تفكر في كل الأشياء المجنونه التي ارتكبتها  هذة الليله
ارتسم علي وجهها ابتسامه بائسه وكاد أن يتملكها اليأس
فاذا بيد تربت علي كتفها .. رفعت رأسها واستدرات وهمت ببدء الحديث
لم تكد تفعل حتي اتسعت حدقتها وتوقفت الكلمات في حلقها وانهمرت دموعها سيولا تغرق وجهها
فقد كان هو .. نعم هو كما تراه كل ليلة في حلمها بكل تفاصيله ماثل أمامها
في يده اكليل زفاف يقدمه لها لتصبح مليكته ويصبح ملكها
لم تستطع وصف ما بداخلها فأخيرا تحقق ما كانت تحلم به طوال هذة السنين
بدأت آشعة الشمس تخترق الظلام الدامس لتعلن عن بداية جديدة لنهار مشرق
ومع أول شعاع عادت مجددا الي  واقعها
كانت مازالت علي مقعدها والفستان بجانبها .. نظرت اليه نظرة عميقة أشبه بنظرات الوداع
نهضت من جلستها واستدرات لتلقي عليه نظرة أخيره .. وأكملت الطريق !!

الجمعة، 7 ديسمبر 2012

لحظة من فضلك ..

 ايام اللجان الشعبيه
كان اهل المنطقه كلهم بينزلوا يقفوا عشان يحموا اهلهم واهل الشارع كله
ماكنش حد بيسأل التاني انت مسلم ولا مسيحي انت اخواني ولا ليبرالي

ف ماتشات المنتخب كاس افريقيا 2006 اما كنا بنملي الاستاد
واقفين جنب بعض وبنشجع واول ما يجي جون كله بيقوم يهيص ويسلم ع اللي جنبه
وقتها ماحدش كان بياخد باله انت دينك ايه ولا انتمائك ايه

فتره ما طلع انتهاكات للدين واساءه للرسول
كلنا قاطعنا المنتجات كلنا قولنا لا ودافعنا
ويمكن يكون فينا اصلا ناس مقصره ف فروضها
ماحدش كان بيكفر التاني ولا ينتقص منه

اما بيحصل اعتداءات علي غزة
ونثور ونطلع كلنا ف مظاهرات ويعلي صوتنا بالهتافات
ماكنتش بتبص للي جنب وتسأله انت بتشجع نادي ايه ولا انت بتتنمي لانهي حزب

ف الميدان
اما كان المسلم يصلي والمسيحي يقف يحميه
اما كان واحد يتصاب الكل يجري عليه
اما انتصرنا وسقط النظام كلنا حسينا احساس واحد بس اننا خلاص اتحررنا


انت لو ركزت وخدت بالك ودورت كويس ف اهلك وجيرانك واصحابك وزمايلك
هتلاقي مسلم ومسيحي ليبرالي واخواني وسلفي واهلاوي وزملكاوي
هتلاقي كل واحد ليه شكل ولون بس انت عشان بتحبهم مابتحطش بينكوا فروق
رغم انكوا مختلفين

ليه دلوقت الاختلاف بقي يعمل فارق بينا
ليه بنينا حاجز ف الفكر والحوار
ليه انا لازم ابقي صح وانت لازم تبقي غلط عشان اطلع انا الكسبان
ما يمكن احنا الاتنين صح بس مش شايفين نقطة التقاءنا
ليه نقتل بعض ونخون بعض ونكفر بعض ونغلط ف بعض !!
ليه مانراجعش نفسنا تاني ونرجع لربنا ونسأله وندعيه انه يهدينا ويصلح حالنا ويحفظ بلدنا من كل شر

لحظة من فضلك
فكر ف كل اللي انت بتعمله وارجع لربنا فيه وشوف النتيجه هتكون ايه
جرب تعمل حوار وتجمع فيه اصحابك اللي منهم اخواني وسلفي وليبرالي واللي مالوش اي انتماء لاي حزب واتناقشوا
هتكتشف ان كلكوا مطالبكوا واحدة واكيد هتوصلوا لحل
او علي الاقل هتفهم غيرك بيفكر ازاي
وف كل الحالات هتستفيد
ودايما خليك فاكر سواء كنت مع او ضد ف كلنا مصريين
و ان اللي انت مختلف معاه النهارده كان واقف جنبك كتفه ف كتفك امبارح



السبت، 1 ديسمبر 2012

دسـتـور يـا أسـيـادنـا ...


ناس كتير مننا ماكنـش ليها فـ السياسة بحكم النظام السابق وديكتاتوريته أو لقمة العيش اللي كل الناس بتجري عليها وتعتبر المحور الأساسي فـي حياة كل مصري وتكفي جدا لشغل تفكيره وكمان ماتسيبش مكان لأي حاجه تانيه
لكن فيه حاجات اتغيرت بعد ثورة 25 يناير
بدأ يقع علي مسمعنا بعض من الكلمات الدرجه بين الناس لكنها مبهمه في معناها لأغلبيتهم
زي ( دستور - شرعيه - تأسيسيه ... الخ )
ماحدش فينا كان يعرف معناهم  أو ماحدش كان بيحاول يعرف اللهم الا القليل
أفتكر أول مره الناس بدأت تردد كلمة دستور كتير كان من فيلم (عايز حقي ) فيلم كوميدي بس بيناقش قضيه مهمه جدا ماخدناش بالنا منها غير بعد الثورة
يعني ايه دستور ؟؟
وايه هي مواد الدستور ده ؟؟
بدأ يطرح أسئله كتير علي الساحه وكمان الناس بقت عايزة تفهم وتعرف ايه هي حقوقها ..
الي أن وصلنا لنقطة وقف عندها الجميع
نقطة خلاف فصل فيها استفتاء استغلته بعض الجهات لصالحها علي حساب جهل فئه معينه من الشعب
الاستفتاء كان بين (نعم) نعدل الدستور الموجود لحين اجراء انتخابات مجلس شعب وشوري وانتخابات رئاسة وبعدها نبدأ بصياغة دستور جديد
وبين ( لا ) نكون لجنة تأسيسيه توافقيه تضع دستور جديد وعلي أساسه تأتي السلطة التشريعيه والتنفيذيه
ومن هنا انطلقت الحرب البارده وتضارب المصالح
بقي كل حزب وطائفه تحاول استخدام نتيجه الاستفتاء لمصلحتها لحد ما وصلنا لحارة سد نتيجه استغلال بعض الجماعات الناحية الدينيه عند الشعب ( اللي هو المفروض متدين بطبعه .. )
وأقنعوا الناس ان ده هو الصح !!
وبقي اعلان دستوري يشيلنا واعلان دستوري يحطنا
شوية من العسكر وشوية من الرئيس المنتخب
وتطلع النخبه اللي ليها مصالح تهلل وتؤيد وتقول انتوا مش فاهمين حاجه بكره تفهموا
وبكره ده مابيجيش أبدا !!
سنتين مروا علي بلد يقال أنها بلد ديمقراطي بدون دستور
سنتين شوفنا فيهم كمية تضاربات وتناقضات حصري في بلدنا وبس .. ولسه من غير دستور !!
الي أن جاءت اللحظه الحاسمه
لحظة اجتماع اللجنه التأسيسيه للدستور لمراجعته في يومين وتقدموا للرئيس عشان يوافق عليه ويطرحوا للاستفتاء الشعبي
ومبقاش قدامنا غير اختيارين
يا نقول نعم للدستور بكل ما يحتويه من مواد سواء كانت مواد دستورية صحيحه أو غير ذلك
اما يفضل الاعلان الدستوري الي أجل غير مسمي لحين ما ربنا يكرمنا بدستور تاني بقي
ونقف هنا عند سؤال
ياتري الدستور المطروح للاستفتاء بيخدم الشعب فعلا ولا جزء معين من الشعب ؟؟؟!!!
هل هو ده دستور جمهورية مصر العربيه .. ولا سلق بيض من التأسيسية ؟؟؟!!!
وتبدأ المرحلة المعتادة لدي الشعب المصري
نعترض ونؤيد .. ننتقد ونخون .. وبعدين نقول أي كلام .

رسالة الي كل مصري .. رجل وامرأة .. مسلم ومسيحي
نحن الآن علي حافة الهاوية اما ان تمر هذة المرحله الانتقاليه بدستور يحفظ حقوقنا .. أو سنسقط جميعا الي القاع ...
رساله أخيره لأولي الأمر
احنا طلبنا بسيط أوي
عايزين دستور مصري يحمي حقوقنا ويصون كرامتنا
دستووووووووووور يا عالم .. دستور يا أسيادنا

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

صرخة غضب ...





مر ما يقرب من عامين علي ثورة 25 يناير ..
ثورة بدأت بـ   عيش .. حرية .. عدالة اجتماعيه

وانتهت بـ  الشعب يريد اسقاط النظام
وبالفعل سقط النظام كما توهمنا جميعا ،، وأقيمت مراسم الفرح في كل الميادين احتفالا بهذا النصر العظيم
ثورة راح ضحيتها مئات الشهداء و ألاف المصابين
18 يوم أثبت خلالهم الشعب المصري أنه قادر علي صنع المعجزات  وأن الارداة والايمان هما المفتاح السحري لتحقيق كل ما نصبو اليه
وبعد هذه الثورة التي شهد لها العالم أجمع بأنها من أقوي الثورات علي مر التاريخ
قبلنا الهدنة التي عرضها علينا العسكر .. لم نكن نعلم أنها مجرد محاولات لتهدئة الشعب وبالفعل نجحت هذة المحاولات وعدنا لاستكمال المسار الطبيعي للحياة
وعادت الأوضاع كما كانت بل أسوأ مما كانت عليه !!
فعدنا مجددا الي الميدان للمطالبه  بحريتنا من قيود العسكر والقصاص واعلاء راية الحق .
فـ كان الرد بمثابة صاعقه !! بدأت الدماء تسيل من جديد وكأن الأرض لم تروي بعد .. وفي حاجه الي دماء تستصرخ الشعب للقيام وانتزاع الحرية من أيدي الباطشين
بدأ السيناريو بمحمد محمود مرورا بأحداث مجلس الوزراء والقصر العيني  وبورسعيد الحادث الغامض الذي لم يسعي أحد من المسئولين لتفسيرة واظهار الحقائق أمام الرأي العام .. وهلم جرا !!
وبدأت الأوضاع في الهدوء من جديد وبقي الحال علي ماهو عليه لحين اشعار عرس الديمقراطيه المنتظر كما كان يعتقد البعض .
وبدأت مظاهر التجهيز لهذا العرس الذي تعلق عليه الكثير من الآمال
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن !!
وبدأ المعبد المقام للاحتفال بالعرس في الانهيار فقد تفرق المدعوين وانقسموا الي تيارات.. كل تيار يحاول أن يترك الأخر تحت الأنقاض
وكان كرسي الحكم هو الفريسه التي يسعي لاقتناصها الجميع ..
فوقع الشعب في المصيده !! اما أن يعيد النظام الراحل أو نظام لا يختلف عنه كثيرا
الاختلاف فقط في المسميات ولكن الأفعال واحدة .. فـ أجبر الشعب علي الاختيار ثم الانتظار .........
لم يجدي بشئ هذا الانتظار الذي طال ولم يقتنع أحد من الباحثين عن الحرية بتلك الأسباب الواهيه التي يروجها التيار الحاكم لمجرد الدفاع عن أفعال أثارت الجدل وحولها الكثير من علامات الاستفهام !!
وفي غضون هذه الأحداث فاذا بالكارثه .. كارثه الاهمال الذي أودي بحياة أكثر من 50 طفل
50 زهرة في بستان اقتلعوا من الأرض قبل منبتهم !!
50 روح صعدت الي بارئها ومعها آهـااااااات تخرج من قلب كل أم ثكلت فلذة كبدها !!
أما الفاجعه الحقيقيه فكانت في مقابلة هذة الكارثه كما كان يفعل النظام السابق بل وأقل
وانهالت علينا التصريحات اللي اعتدنا علي سماعها والنتيجه معروفه !!
ولكن الآن صرخة الغضب تعدت مرحلة الكتمان
صرخة غصب من قلب وطن يشتغيث بأبناؤه ليحرروه من فساد دب في أرضه واستقر طيلة السنوات الماضيه ولم يقتلع بعد !! ولم تبدأ أي مبادرات لاقتلاعه في ظل النظام الشبيه !!
صرخة انطلقت من الأرض  و وصل صداها الي السماء !!
فهل سيلبي أبناء الوطن النداء ؟؟ أم سنظل في سبات عميق ؟َ!!