الاثنين، 1 أبريل 2013

أشـتـاقـكـ جـدي ♥ ♥




كنت في الثالثه من عمري عندما فارق الحياة
لكني لازالت أذكره بكل تفاصيله .. تجاعيد وجهه ،، خشونة يديه ،، بريق عينيه ،، وشعره الذي خطه الشيب
رجل لم أر مثله حتي عامي العشرين
رجل يعجز قلمي عن وصفه وتصبح كلماتي سراب كلما حاولت أن أكتبه
بحثت عنه كثيرا وفي كل مره كنت أفشل في الوصول اليه أو حتي الي بقاياه !!
فأدركت أن هذا النوع من الرجال قد بلي وانتهي
لم يترك بذاكرتي سوي القليل .. ولكن كان له أكبرتأثير في تغيير مسار حياتي
مجرد ذكر اسمه يشعرني بالأمان
حفرت بداخلي صورة منه.. الجأ اليها .. وأتعلم منها .. وأسير علي نهجها علني أتخذ الطريق الصحيح
كم أتمني رؤيته من جديد
أجلس اليه وأبكي علي صدره يمد يديه ليحتضني ويهمس في أذني :
لا تبكي يا صغيرتي فـ الله قادر علي أن يكشف غمتك

أشتاقك جدي
أشتاق لصوتك وصمتك .. شدتك ولينك .. قسوتك ورحمتك
هل تسمعني ؟؟!!
هل يصلك صوت أنيني وحزني :(:(
أحتاجك أكثر من أي وقت مضي
أريدك أن تأخذني لعالمك فقد أنهكتني هذة الدنيا وأوشكت علي البلاء

الأحد، 24 فبراير 2013

ذات مــســاء ...



اعتادت أن تسرق بضعة لحظات لتخلو بذاتها ،، تعيش بـ عالم لا يأوي غيرها ..
تارة تغرق في بحر كتبها وأخري تسمو بخيالها لأقصي درجات الرقي
تتردد علي مقهي عرفته منذ سنوات .. تجلس في ركن خاص بها .. وحيدة ،، بعيدة عن الأنظار
تحتسي قهوتها وتبدأ خلوتها
تقبض علي قلمها حتي صار جزء من يدها وتخط كل ما يدور برأسها
خواطر .. روايات .. مقالات .. كل ما يمليه عليها الواقع وجزء من الخيال
هي وحدها من تسطر النهايات ..
من تملك زمام اللحظة الأخيرة ..
تتلاعب بالكلمات ، تتحكم فـي الآهات ، تعلو بها وقتما تشاء ، و تداوي جراحها بالداء !!
قلمها هو سر قوتها وضعفها ..تخشي أن تترك له العنان فيصير سيف علي رقبتها
تحاول أن تروضه دائما فـ يخضع لها من فرط ألمها ..
لم يفهمها أحد قط مثله ..
فهو الوحيد القادر علي قراءة أفكارها ،، وهي من تملك قرار اعلانها
غموضها سر جاذبيتها ..
من حاول فك طلاسمها يزداد حيرة في تفسيرها
فلا أحد يعلم سر حزنها المدفون بعينها ، الذي يجعلها الأجمل في أعين الآخرين ..
ذات مــــســــــــاء ......
وهي منهمكه في انهاء روايتها . كان يجلس علي طاولة بجوارها .. يتأملها في زيها الأنيق ، بساطته تضفي عليها رونق من نوع خاص
أنهت قهوتها وغادرت !!
مرت أشهر وهو مازال في طور المراقبه حتي قرر التخلي عن تلك المرحله والانتقال لما يليها
كانت تجلس صامته ، منفصله عن العالم تماما ، لم تشعر بتقدمه نحوها حتي صار ماثل أمامها
رفعت عينها لتتأمله .. ابتسم وطلب منها أن يستعير جزءا من وقتها ويجلس الي طاولتها
حركت رأسهاا  إيماءً بالقبول
حاول أن يتبادل معها أطراف الحديث
في البداية عبر لها عن اعجابه بكلماتها المدوية في أرجاء خياله ، وأسلوبها المنتقي الذي يعبر عن فنان يرسم لوحته بريشة من ذهب
أعجبها ثناءه علي مؤلفاتها وزادها زهوا وغرورا
كانت ترد عليه بابتسامه رقيقه تليق بمثلها ، ومن حين لأخر  بكلمات منمقه
فـ هي من النوع الصامت المنعزل دائما عمن حوله .. قليل البوح بمشاعره أو انفعالاته
كانت كلماته تطرب سمعها حتي حان موعد رحيلها .. استأذنت وانصرفت
شعر بنشوة تجتاح جسده أمام نوع مختلف من النساء لم تدرج في قائمته من قبل
ولا التقي بمثلها يوما ما في طريق الحياة
وها هي فرصة قد جاءته .. فـ حزم الأمر بالدخول الي عالم تلك الكاتبه المجهوله التي تجمع بين كثير من التناقضات
رقة تعبيراتها ، شراسة قلمها ، أنفتها ، وانتقامها !!
قصصها كانت مزيج من الحكايات مختلفة الألوان
فـ أي لون ترتدي ؟؟!!
قرر أن يخلع عنها حجاب الغموض .. أن يقتحم عالمها ويستعمر حصنها المنيع

كان دائم التواجد في ذلك المقهي في انتظار قدومها .. فينشغل عن العالم بـ التأمل في أدق تفاصيلها
كانت تلاحظه .. تشعر بنظراته تلك التي ترضي أنوثتها المدفونه تحت كومة من الأوراق تحتاج لمن ينقب عنها ويكشف أسرارها
هي التي لم تسمح لرجل يوما بالاقتراب من مجالها المغناطيسي كل لا يتجاذبا فتقع في هاوية الحب
فقد عاشت عمرا تخشي فيه عاصفة الفقدان
ولكنها لم تستطع الهروب أكثر من ذلك .. فـ تلك النظرات تسكن أعماقها تود أن تردها لصاحبها ولكن كبرياءها يروضها لتعود لوعيها
منعها الكبرياء من اعطاءه أي اهتمام خوفا من أن تقع في شباكه فـ يلتهمها موج البحر
ظل يراقبها أكثر ويغمرها بالنظرات أكثر وأكثر .. وهي تدافع عن قلبها تحاول صدها
يقترب منها أكثر رغم أنه لم يبرح مكانه .. يتخلل قلبها ،، يهشم صمودها ،، يحاول أن يكسر صمتها ..
حتي خضعت له .. التقت عينهما لأول مرة بعد شهور من أول حديث دار بينهما
لم تتمكن من عودتها لـ صومعتها وصومها عن معشر الرجال
ذهب لطاولتها مجددا ... جاذبته أطراف الحديث .. انطلقت من شفتيها كلمات مزينه بابتسامه تنم عن ود سابق
 لم يمدحها طويلا .. قام بدور المستمع وترك لها المجال كي تقول ما تشاء
تعددت اللقاءات .. أصبحت الكلمات أعمق ، النظرات أطول ، الشوق أكبر !!
فتحت باب قلبها علي مصراعيه ، استنشقت هواء الحب ، راقصت نغمات العشق ، رافقت ربيع العمر
ونسيت تتابع الفصول .. خريف يأتي ليقتلع ثمار الحب قبل أن تجنيها
عاشت وهم الحب بكل أطيافه !!
هو لم يبوح لها بعشقه ولكنها كانت علي يقين بذلك .. فكل ما حولها يؤكد لها حتمية الخلود وأنه الحب المنشود
فـ هي ليست بحاجه الآن الي أقنعتها فـ مزقتها ،، وهجرت قلمها .. حتي قهوتها بردت علي الطاوله !!
غادرت معه علي مركب في بحر الوهم
أغمضت عينها لم تشعر بمرور الوقت وهو جانبها .. وحين فتحتها من جديد كانت وحدها في عرض البحر
أين ذهب ؟؟!! هل رحل وتركها بمفردها تواجه أهوال الفراق !!
أم أنه لم يكن له وجود ؟! هل تلك احدي قصصها المنسوجه من الخيال وستفوق حتما ؟! أم واقع لم تستطع ادراكه ؟!
استعانت بقلمها حتي تعود لرشدها
فـ عجز القلم عن خط سطور هي لم تعرف لها نهاية !!

الجمعة، 1 فبراير 2013

مـسـرح الـعـرائـس ..



مسرح الحياة ما هو الا انعكاس لواقع مؤلم في صورة كاريكاتيرية
يجسد فيه الأبطال دورهم باتقان واصرار منذ رفع الستار حتي تتر النهاية
وعلي المسرح تسرد الحكايات التي يخرجها القدر !!
منها الساخر ،، الواقعي ،، الهادف ،، الخارح عن النص ،، وهلم جرا
في رحلتي المتنقله بين حكاية وأخري .. من مسرح لأخر .. بين أبطال مختلفة الأدوار
استوقفني مسرح يحمل أكثر من طابع !!
قصة متكررة .. نفس السيناريو .. أقنعة متشابهه لا تكاد تفرق بينها .. أحاسيس متناقضة ومتعددة تنتابك وأنت تشاهد تلك الحكايات علي المسرح
رغم تطابقها ولكنها تثير في النفس ريبة من واقع يدفعنا له المجتمع بكل قوة
هاوية لابد من السقوط بها الا من رحم ربي
عادات وتقاليد كانت السبب في احلال الدمار الشامل بحيوات كثيرة
مجتمع أرغم ساكنيه بالسير في طريق ملئ بالأشواك لتجنب شوكة الحياة اعتقادا بأنه يحميهم من أنفسهم وأنه أعلم بما لا يعلمون
أتحدث عن ( مــــــســرح الـعـرائــــــس )
فاترينه العرض المستمر لكل فتاة ..
الحفرة التي لا مفر من الوقوع بها كلما تقدم بك السن
السوق الذي يقصده الرجال في حالة البحث عن زوجة علي هيئه قطعة أثاث يزين بها بيته
حتي أصبحت المرأه في المجتمع الشرقي كعروس مصفدة بأغلال تتحكم في حركاتها الظروف والأقدار
وصار مصدر النجاة الوحيد من هذة  القيود هو الفوز برجل من تلك المعركة الدامية
كي تخرج من سجن تعذب فيه لمعتقل كـ رهينة فقدت حريتها للأبد
وتدور دائرة الحياة علي كل فتاة لا ذنب لها الا أنها ولدت في مجتمع عقيم
يري نساءه كـ سلعة تباع وتشتري في سوق النخاسة  لمن يقدرها ويدفع أكثر
ترسخت تلك الأفكار في الأذهان حتي صارت المرأه بدون رجل لا قيمة لها  و أن مقدارها في عدد من يتقدم للفوز بها !!
اختصر دور المرأه وانحسر علي المسرح في دور الزوجة والأم ..
 أما أي مكان أخر هي حتما ستفشل فيه لأنها لم تخلق له (علي حد قول الجهلاء )
فـ ’قـتل كل ( ابداع ،، حلم ،، روية ..... ) بداخل أي فتاة وصار الهدف الوحيد جلي أمامها
هدف تربت عليه منذ صغرها ..
دور اختاره لها الآخرين قبل أن تعي معناه وماهيته
و أعدت له بكامل أسلحتها الأنثوية التي ورثتها عن سابقيها
مجتمع رأي في وجود المرأه به عورة لابد من سترها حتي وان كان بقتلها ( معنوي كان أو مادي )
ونسي قول رسول الله  ( صلي الله عليه وسلم )  * رفقا بالقوارير *
فـ كسر كل قارورة كانت بطريقه حتي يصل للكمال المنشود الذي يسعي له منذ بداية الدهر
يري في انكسارها ضعف ،، وفي ضعفها قوتة المبنيه علي حطام امرأه 

ويستمر هذا العرض الهزلي الذي يقتل أسمي المشاعر بداخل كل عروس ماثله علي خشبة المسرح  منتظرة انهاء دورها  .. 
لترك مكانها لغيرها من العرائس للصعود أمام الجمهور الصامت المنتظر رؤيتها وتحليل أدق تفاصيلها 
لاصدار الحكم عليها 

وكم من فتاة سرقت منها متعة الحياة في طريق وضعت علي مشارفه ولا تعرف منتهاه !!